الاثنين، 7 مايو 2012

لغة الإشارة .. رسمت إبتسامة

في فترة من فترات حياتي في الوقت القريب ، تعلمت أبجديات لغة الإشارة حتى لم تكن أبجديات بقدر ماكانت كما نقول " مقبلات " قبل بداية الوجبة الدسمة ، تعلمتها فقط لغرض التعليم ولم يكن يخطر في بالي أني سأستخدمها في أي مكان لأني على ثقة إذا لم أمارسها يومياً لن أفلح بالتعامل مع أي شخص " أصم " .


كانت المفاجأة اليوم ، عندما زارتني أحدى موكلاتي ولم أنتبه إنها صماء ، وكنت على علم بقضيتها ، بعد السلام عليها باليدّ أطلقت الإبتسامة وأنا لم أنتبه فعلاً إلى ذلِك الوقت من كونها صماء ، حتى بدأت بسرد القضية وإستغربت من صمتها حتى أشارت بيدها إنها صماء ! فكانت هُنا الصدمة ، إنتابني شعور بالأسى أو ربما كان خطأ أني لم أنتبه منذُ البداية فخفت من جرح مشاعرها ، توترت .. ثم حاولت أن أتذكر كيفية طريقة الإعتذار ولم أفلح ، أحسست و كأني طفل تاه في مجمع تجاري وعاجز عن تذكر أي كلمة تدل البشر على أهله فيسرد كل الكلمات التي تعلمها ! ، ثم تداركت الموقف وألفت إشارة من عندي ، فابتسمت إبتسامة جميلة جداً وبان لي إنها وضعت " تقويم " لأسنانها ، فأشرت لأسناني بأنها مثلي ، بدأت هي تتحدث " بالإشارة "  ولكن للأسف لم أفهم إلا القليل ، أخبرتها بطرق " تخريفية " مدموجة مع لغة الإشارة إني أعرف القليل من لغتهم فزادت إبتسامتها ، أخبرتها أعرف الأرقام و التحية وقلت لها بالنهاية " أنا أحبك " بلغة الإشارة .. 


ثم طلبت المترجم اللغوي ليترجم لها القضية ، طوال فترة السردّ كانت تنظر لي وتبتسم ، وأنا سعيدة وفي نفس الوقت متوترة ماذا تخفي موكلتي خلف الإبتسامة ؟ بعد الإنتهاء من شرح القضية ، وكان من المفترض أن ينتهي اللقاء ولكن لم ينتهي ! فـموكلتي أطالت الجلوس أمامي وتحاول أن تعلمني القليل من لغتها الجديدة مشيرة إلى أنها كانت سعيدة عندما عرفت إني أعرف بعض الأمور البسيطة وتمنت لو أنها تتقن لغتي كي أسعد بها أنا أيضاً .. كانت تتقن لغة " الشفايف " ، فتحرك شفتيها مع حركة يداها مما يسهل علي الفهم ، شكرتها لأني تعلمت منها  :


* أمور جديدة في لغة الإشارة
* الإبتسامة الرائعة
* الرضى والتأقلم مع الواقع


 وأخيراً ، تعلمت منها كيف يطبق الإنسان الإيجابية في حياته مهما كانت ظروفه ، ومهما بلغت صعوبتها ، كما قرأت عن الإيجابية في الكُتب وجدتها جُسدت أمامي بحذافيرها .


وهي بطريقتها شكرتني ، وقالت للمترجم أن يوصل لي رسالة لماذا لا يتعلم الجميع لغة الإشارة على الأقل أبجدياتها ؟ .. نحنُ نعاني من ذلِك الأمر في كل مكَان ولا نجد من يفهمنا ، فالكثير منا يكره الخروج لعدة أسباب أحدها ذلِك السبب عدم فهم مطالبنا : ) *




.
.


* مقاطع اليوتيوب قد تساعدك في تعلم الأبجديات كالحروف و الأرقام والألوان وكذلِك التحية وبعض التعابير التي تخدمك وتدخل السعادة في قلوب من حُرموا من الكلام بألسنتهم .

* معاهد الصم و البُكم تقدم دورات كذلِك بعضها مجاني لتعلم لغة الصم .


.
.


نهاية : ما أجمل الإنسانية أينما كانت وبأي شكل تصورت .

الاثنين، 16 أبريل 2012

وعذلتُ أهل الطِب حتى ذقته ~





في سن الثامنة عشر تحطم حلم من أحلامي بدخول كلية الطِب ، لم يكن هناك أي بوادر لتحطم الحُلم من قبل ! فنسبتي الثانوية كانت عالية فوق المتوقع ، أنا كنت  أٌهيّئ" نفسي منذُ الصغر لمهنة الطِب ، وكنت أقرأ بشكل " فظيع " في هذا العلم وإلى الآن !


-


( أمي ) : طبيبة جراحة | منعتني من دخول كلية الطِب لعدة أسباب ، إستطاعت فعلاً أن تعدلني عن الطِب وتحولني لمجال آخر " القانون " ولكِن لم تستطع أن تعدل قلبي المتعلق بتلك المهنة حتى الآن .. وبعد ١٢ سنة من التخرُج !


-


قرأتُ في الطِب ، حضرت محاضرات ، صادقت أشخاص من هذا المجال لأتعلم ولكي لا أكسر حلمي بشكل " فعلي " ، لازال هُناك أمل كبير لإنضمامي لهذا الطاقم ليس بصيص بل أملٌ كبير لأني مؤمنة بقوله تعالى ( وما أوتيتم من العِلم إلا قليلاً ) ، سنوات خدمتي للقانون بسيطة ، فلابد أن أثري نفسي بمعلومات في تخصص آخر 


-


لا أريد أن أغوص في بحر ذكرياتي ، ولكِن بعد دخولي للعمل في القطاع الصحي قبل فترة بسيطة كـ " محامية و مستشارة " ، بدأت أستعيد ذكرياتي وقوتي! نعم قوة طموحي الذي إستيقظ ، تضخمت علاقتي مع الأطباء و الطبيبات ، وكل مرة أقابل أحدهم اسرد قصتي ربما البعض يستعطفني فيدخلني معه لرؤية عمله ويعلمني ما أريد ، بدأت أنظر للأطباء كأنهم " دكاتره أكاديمين " ، أتعلم منهم .. وكانت لي مغامرات معهم حتى في غرفة العمليّات 


-


داخل المختبرات الطبية حكاية أخرى فأنا أتنقل بين القسم والآخر ، لرؤية المزيد من الشرائح أتعلم وأحفظ ، يوماً ما قال لي أحدهم " تتعلمين بسرعة يا دكتورة " ، دخلت في قسم أمراض الدم Hematology ، تعلمت عمل الشرائح وطريقة عدّ وأشكال كريات الدم البيضاء ، و تحديد أشكال كريات الدم الحمراء الغير طبيعية ، أصبحتُ أميز بين الطبيعي و الغير طبيعي بشهادة الطبيبة مريم " اليوم " ، طلبت منها أن تجري لي إختبار لمعلوماتي البسيطة في المختبرات ..


سألتني و طلبت مني العمل " عملياً " على العديد من شرائح الـ Microbiology ، و زراعة العديد من العيينات ، وكذلِك قراءة النتائج لعيينات مزروعة من قبل ، بـ الإضافة إلى إستخراج الـ Parasite من العيينات وشاهدت الـ Trichuris Trichiura والعديد من الطفيليات ، فـ " نجحت " .. فرحتي كانت لاتوصف !


لم أدرس هذا التخصص ولكِن قرأت الكثير .. شاهدت الكثير .. حتى أصبحت أحفظ المعدلات الطبيعية لكل مكونات الدمّ " بدون مبالغة " ، ولا أبالغ أيضاً عندما أقول أعرف متى تنخفض و ترتفع ، بـ الإضافة إلى زياراتي المتكررة لقسم الكيمياء الحيوية و جلوسي مع الأستاذ حسَن تعلمت الكثير : )


كانوا بشر عابرون في حياتي ، ولكِن بتعليمهم البسيط لي بين الحين والآخر أثروا معلوماتي وأسعدوني كثيراً لأني لازلت على أمل التقرب من هذا التخصص وقريباً سأكون طالبة " رُبما "


-


البعض ربما يسميها تفاهة ، ولكن كلما إقتربت منهُم كلما إقتربت من حلمٍ بات في مخيلتي سنين طويلة ، هُناك الجندي الخفي الذي يثريني بمعلوماته .. و كلما نسيت حلمي ذكرني به ، أشتق منه الكثير من المعلومات فهو ( قدوتي طبياً ، ومصدري الأول ) ، والأكيد أكثر إنسان يفرح برؤيتي أحقق حُلمي ~




-


نهاية : أنا أعلم الكثير وإختصرت التدوينة إلى حد المستطاع : ) .

الخميس، 9 فبراير 2012

اقتلوا المبتعثين ..


حقيقة ربما لا أستغرب لو مرت على مسامعي هذه العبارة ( اقتلوا المبتعثين ) ، هذا وإن لم يكونوا قد قتلوهم معنوياً . ما أرمي إليه فعلاً هو الجانب المعنوي لأي شخص يعيش وحيداً ، ربما البعض يرى في الوحدة جمَالاً( نعيماً ) ! ولكِن ماذا لو كانت تلك الوحدة يصحبها همّ الدراسة وهمّ النجاح وهمّ المجتمع ، والأخير هو القاتل ! فالإنسان يدرس لنفسه ، وينجح لنفسه ، ولكِن  لو تصرف بشكل خاطئ فإن المجتمع حينئذ ( سيهجم ) عليه لأنه كُل امرئ يمثل نفسه بالخارِج ويمثل دولته ، هذه الفكرة خاطئة تلك الفئة التي تمارس عمل الأخطاء في الخارِج وتحور عملية الإبتعاث للدراسة إلى إبتعاث للسياحة قليلة جداً ، وربما في بعض المناطق يعدون على الأصابع . الهجوم على المبتعثين أصبح عمَل من لا عمل له وربما - في نظرهم - مشروعاً فاشلاً ، ( ويعتمدون  في حكمهم ذلِك على  كثرة الأخطاء من فئة صغيرة نسبياً ) ! فماذا عن الجانب الإيجابي ؟ محاربة الإبتعاث في الشبكات الإجتماعية و الصحافة وحتى الإعلام عمل ( مُخجل ) فعلاً ، فالكثير ينظر إلى الإبتعاث من جانب ( واحد ) فقطّ ، ولم يفكروا في ذلِك النجاح الذي سيعقب هذا البرنامج ، من حيث جودة التعليم أو اللغة أو الأنظمة أو تقدم الوطنّ حضارياً وفكرياً ، فنحنُ - كما يعلم الكثير -  من دول العالم الثالث ، ونحتاج لأن ننهض بهذه الدول فكرياً  إلا أننا لا نملك جميع المقومات ، أو قد نملكها ولكِن يصعب علينا وعلى المجتمع التجاوب معها ، فيكون الإبتعاث هو الحلّ الأوحد ، إن قتل المبتعثين معنوياً بمحاربتهم ونسبّ كل الأمور الخاطئة في المجتمع لهم و للإبتعاث لهو أمر مرفوض ، و الجميع يعلم أن الفعل المشين يلحق بصاحبه فقطّ وقد قال الله عز وجل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ، فلنأخذ بيد المبتعثين الإيجابيين الذين يرمون لأخذ القدر الكافي من التعليم الممتاز يليها العودة للوطنّ و النهوض به ، فلا تحطموا الجانب الإيجابي بسبب الجانب السلبي . المبتعثون يحتاجون للدعم مثل ما يحتاجه الجميع والمثل الدارج يقتضي أن ( يد وحدة ماتصفقّ ) . أرجو أن لايفهم أحد مماكتبته أنهم معصومون لايخطئون ولكِن كما تنتقد المخطئ منهم ، شد من أزر البقية وشجعهم معنوياً وهذا أضعف الإيمان .

ومضة : شُكراً للأخت العزيزة هنَاء الحكيم لمراجعتها النصّ .

الثلاثاء، 31 يناير 2012

الحرف الذي أثار حفيظتُهم

عندما تبدأ مشوار حياتك التعليمي أول مايتراود إلى ذهنك إلى أين سأصل ؟ ربما البعض يكون طموحه محدود بدرجة معينة ، ولكِن هُناك من يكافح ليضيف لمسيرته العلمية ألقاب بالإضافة إلى الخبرة والعِلم حتى يطلق عليه لقب " دكتور " 


الدكتور الأكاديمي كائن ( بشري ) | له حياته الشخصية كأي إنسان آخر ، يجب عليه أن يعيش حياته كما يفعل البقية ، من أكل وشُرب ومُزاح مع النّاس والأمر الأهم من ذلِك أن لايكون هذا الحرف سبب في تنفير الناسّ مِنه لعدة أسباب منها : ربما يكون هذا الدكتور صاحب خبرة طويلة فيظن أنه على صواب دائماً ، أو رُبما يصيبه الغُرور فلا يقبل حتى النِقاش كما يحدث مع الطلبة في الجامعات 


منذُ الأزل | رسم الأشخاص صورة الدكتور الأكاديمي بأنه : شديد / جافّ / مُتكبر .. فأصبح من الصعب على الأكاديمين الشباب و الشابات الدخول في هذا المجتمع ، بسبب أن الرسمة عالقة في أذهان الكثير أن الأكاديمين كما ذكرت سابقاً، ولكِن الحقيقة أن الشباب يحتاجون للدعم من هذا المُجتمع فعلاً ! ليس لهم أي ذنب في أنهم كانوا طموحين وحققوا أحلامهم في سِن يعتبر (  إنجاز ) ودخلوا في مجتمع لايقبل تغيير الصورة ، الأكاديمي الشاب يختلف تماماً عن الأكاديمي ( السابق ) ، لأن في الماضي كان الحصول على درجة الدكتوراة صعب جداً ، أما الآن فالجامعات كُثر ، وباب الإبتعاث مفتوح أيضاً فلماذا نحارب العِلم والعملّ ونقتل أحلام وليدة ! عفواً ليست وليدة بل إنها إستغرقت على الأقل ( ١٠ سنوات ) حتى تتحقق 


لا أُحب الحديث عن نفسي | ولكِن فعلاً الطاقة السلبية المتواجدة في المجتمع تقتل طموحنا كـشباب وجيل نأمل أن يكون ( واعِد ) ، عندما أضفت حرف ( الدال ) قبل إسمي سمعت شتائم وإستنقاص بسببه ! ولماذا تستخدمين الحرف في ( شبكة إجتماعية ) للـ " فشخرة " فقطّ ، لقد حكموا عليّ حتى قبل أن يتابعوني ، وبعد المتابعة يزداد النقدّ ، أنتِ لم تقدمي مايليق بهذه الدرجة ، بالعامية ( ارسوا لكم على برّ ) ، فمرات لاتريدون إستخدامها ومرات تطالبون بالشرح والإسهاب ، يوجد الكثير من الشباب و الشابات مثلي أنا متأكدة ، ولكِن البعض يظن إما أن ( نلقي محاضرات ) وإما أن ( نصمت عن الحديث ) ، هُنا تكون الإجابة مني مستحـــيل ، فنحنُ  بشر وهذه الحروف سواء ( أ - م - د - ص ) كُلها محصلة لسنوات طويلة وتُعتبر من أبسط الحقوق ، لماذا البعض يظنها ( هياط ) ، ولاينظر لها من جانب تقدير و إبداع : ) 


تقدير | لأن الإنسان فعلاً لايستطيع أن يقدم أي شيء يُذكر بدون دعم المجتمع ، لا يستطيع أن يمضي قدماً نحو النجاح إذا كان مُحارب من كل الجهات ، عندما أزلت الحرف من حسابي في تويتر ، هاجموني الأصدقاء المُقربين ، لماذا ؟ الأسباب ؟ كلام الناسّ  ؟ أين إيجابية شيخة ؟ ، كُنت أتمنى أن أكون مِثال جميل لأي أكاديمي لم يتجاوز الثلاثين ، ولكِن كمية السلبية ( تقتل ) الأحلام | فالبعض يُشكك والآخر يقلل من شأنك حتى عندما تضحكّ ، ولكِن سأواجهها بالدواء وهي ( الإيجابية


ستُكون هذه الفترة تجريبية ( Beta ) ، فإن صلحت فإني سأتخلى عن هذا الحرفّ في الشبكة الإجتماعية ، وإن إستمرت السلبية فليعلم الجميع إن من أبسط حقوقي أن أحفظ سنوات ( دراستي | عملي | خبرتي ) في الحرفّ الثامن من حروف اللغة العربية ، إذا صلحت سيكون الجواب إني كنت أستقبل الشتائم و الكلام البذيء بسبب الحرفّ ، وإن لم تصلح فالأكيد هُناك خللّ في أحد الطرفين إما ( أنا ) و إما ( المجتمع )


- إقتباس " في بعض المجتمعات العربية يندر أن تجد من يقول لك ( أنت ناجح ) ولكن من السهل أن تجد من يقول لك ( أنت مخطئ ) - ياسر حارِب .


* النهاية * إتضحت فكرتي من إزالة و وضع حرف الحساسية الآن ؟ تصحيح الخطأ ليس عيباً بل يُعتبر الطريق الصحيح نحو الإيجابية إنتظروا النتائج : ) .